2010/03/02
بعد التعديل ..
النسخة التانية
شأت هيَ في حيّ فقير للغاية ..، ليست فيه مشاعر و لا رحمة .. ، جاءت و لديها أطنان من الإخوة و الأخوات تحت ما يشبه سقفاً مع الكثير من المخيلة
الأوغاد يقفون على ناصية الشارع ..
النساء مسترجلات,تحملن نظرات لاذعة..، و
في الساعة الثالثة صباحاً سُمع صراخ طفلة .. ، طفلة جاءت للعالم و ..
للأسف جاءت ! ..
**
هي كانت بنفسج اسم غريب لربما ..، لكنه مناسب لتلك الفتاة ..،
كانت فتاة ذات عينان رماديتان تميل الى البنفسجية في شكل غريب
ولدت في حارة صغيرة في بيت وسط اكوام القمامة ..، في حارة انظف مافيها حماراً اجرب ..
،جاءت بجمال كاللعنة عليها ..، و لم تعرف ذلك الا عندما تمت السادسة عشر !.
كانت تمشي بهدوء مخترقة الزحام ، زحام سوق يوم الأحد و لهذا تجد المنطقة
خلية نحل ، تصل الى بداية شارعها ..، لتواجه ممر ضيق تجلس النساء على عتبات منازلهن ، و بعض الشباب من ذوي ( الأدمغة العالية ) واقفين يتبادلون شيءً ما ، لكنك تستطع اداركه بمجرد رؤية نظراتهم ، تمر .. ، فلا تسلم من ( معاكسة ) .. و هاهي
تقف امام منزلها ذي السقف المنخفض و الرائحة العطنة .و حفرة المياه أمامه ..، فلم يَصِلهم الصرف الصحي بعد !
تسمع فتاة اخرى من خلفها تقول بصوت يصلح لرجل في منتصف الثلاثين ..
( انتي جيتي يا غندورة .. ، يامرحب ) و من ثم تمسكها من شعرها و تلفه على ذراعها
و تأرجح به رأسها حتى تقع ( بنفسج ) أرضاً و لتبتل ثيابها بالطين ..، تسمع معذبتها تقول
( انا مش قلتلك يا بت انتي ماتعديش من الحارة من قدام
..، تيجي من ورا ..، انتي ايه ..؟! ..، و الله ما أنا عارفة عاجبهم فيكي ايه يا بنت الـ.. )
و من ثم سُبة قذرة و تتركها بدفعة لتصطدم رأسها بالأرض ..
فقد كانت بنفسج نشأ في حوض من المياه الراكدة العفنة ! ..
**
والدها أخذ من جمال ابنته سلعة .. ، يعد ذاك بالزواج منها و يأخذ منه نقود ..، يشرب الشاي على ( قفا ) صاحب القهوة حتى يرضى ان يزوجه ابنته ..
و هكذا ، و لا مانع فيما لذ و طاب من الحشيش و غيره
، و عندما تمت العشرون
قرر أن يزوجها لصبيّ أرعن ..،
سائق .. ، فلقد رفض الكثرين على أمل أن تأتي هي المال بعد تعليمها و بما انها لم تأت بقرش واحد و هذا الفتى
يمتلك مالاً ليس بالقليل .. ، فلقد ابتسمت شياطين الأب !
في تلك الليلة بكت بنفسج و هي تصرخ منتحبة
( لا ياأبا .. ابوس ايدك لأ ..، مش بعدكل التعليم ده ..، ده بيضرب امه ..)
بكت و
صرخت ..
و من ثم
لطمة حادة من ابيها و بصوت حاد قال
( هتتجوزيه و يإلا اقري الفاتحة على روحك يا ( ... ) ) سُبة اخرى ..
ابتلعتها و صمتت
فهي تعرف ان ابيها لا يقول شيء من فراغ فلقد كانت في الخامسة من عمرها و قام بسكب المياه المغليه على ساقيها لأن فقط ازعجت نومه ! .. ، و لم يهتم حتى بمعالجة ساقها المحترقة ..، حتى فقدت وعيها من الألم و حتى عندها لم يهتم ! ،
**
تزوجت بنفسج ..، و عاشت مع زوجها في حجيم مشتعل ..،
فكل يوماً على صباح الله الرائق ..، تأخذ لكمة منه تورم لها قطعة في جسدها .. عل شاكلة التحية او ( صباح الخير ! )
هاهي في الثالثة و العشرون تحمل جنيناً ، و تأخرها في حمله .ترك ندوباً شتى .. ، و لم تعرف عندها انها تحمل انثى ،
بالرغم من ان زوجها كان يتمنى ولداً و توعدها اذا انجبت غير ذلك .. ،
الا انها كانت تدعو الله ان تكون فتاة لتطلق عليها اسم زهرة
و في الثالثة صباحاً جاءت طفلة الى العالم ..، جاءت بصراخ قوي ..، لتعلن عن اعتراضها ، لتصرخ حزناً على اخراجها من مأمنها و جوها الدافئ ،
جاءت و كانت امها رقيقة تدعى ( بنفسج ) ..
و ما إن وضعتها حتى اقتحم زوجها الغرفة .. ، و قال بصوت عالي
( دي مش بنتي يا ( ... ) ..
، انا ابنى ولد يا .. ( .. )
) و
امسكها و انهال عليها بالضرب في نوبة غضب غير مألوفة و كان دماغة ( ثقيلة بعد حرق سيجارتين ( حشيش) قلقاً علي حال المولود القادم )
و لا يدري بما حوله .. حتى أنه أخذ رأسها و ضربها ف الحائط عدة مرات ..، و مع كل مرة .. كل ضربة .. يختفي البنفسج !
و لم يتوقف إلا و هناك جثة وجهها متشوه و دماءها تغطي وجهه
عندها توقف ..
صرخ...
بكى
و فقد الوعي ..
شاركته النحيب طفلة مازالت لحماً قاني ! ..
**
بعد خمس سنوات .. ،
وضعت طفلة على احدى القبور زهرة بنفسج ، فإقترب من والدها و نادى عليها ، بالرغم من انها ليست ابنته من صلبه فقد كان يخاف عليها و يحبها أكر من ما اذا كانت ابنته ، لمس كتفها و قال
( ياسمين ..، يلا يا حبيبتي ، انا قريت الفاتحة لتيتا ..، انتي بتعملي ايه عندك ؟ )
ضحكت الطفلة ..، طفلة ذات عينان رماديتان تميل الى البنفسجية وركضت بعيدا! ..
تاركة زهرة بنفسج على قبر ..
قبر يحمل ذات الإسم و لم تعرف ان التي ترقد تحت التراب حملتها في رحمها تسعة أشهر !
..
..
التسميات: قصص
Subscribe to:
تعليقات الرسالة (Atom)
7 التعليقات:
جميل
انتى بتعرفى توصفى بشكل رائع
عرضت احداث بتحصل كتير فى الواقع
احلى ما في التدوينةاخر 5 سطور
انهيتي القصه بشكل رااائع جدا
تحياتي لكِ
وإلى الامام >>>>>>
دراما حزينة تحرك الكفر وتثير المشاعر
اسلوب رائع وقصة ممتعة ....
Secret Garden
سعيدة برأيك و بمتابعتك و يارب كل التدوينات تعجبك يا قمر
و شكراً على التعليق :)
حاتم باشا :D
تصدق ان اول حاجة جت في دماغي هي النهاية و على اساسها كتبت القصة !
فعلاً انا اتخيلت النهاية دي و بنيت عليها الاحداث !
شكراً على التعليق
:)
Heidenröslein
مبسوطة بمرورك و ان القصة عجبتك ..
شكراً
قصة جميلة حزينة ونهايتها أجمل نتمنى المزيد وياريت يكون نفس الطابع الحزين (أصل انا بصراحة بحب النوع دة من المشاعر جداً)
إرسال تعليق