2010/05/07
كُنت أميرة في منزلي الصغير ..، فتاة بلا اخوة او اخوات .. لذا كنت مدللة للغاية ..
لم أحترم خصوصية من حولي ، و لا حريتهم .. ، فقط أنا ...
أنا التي تجاب مطالبها ..، و أنا التي تحظى بكل الحنان ..، و لم أشعر يوماً بأن ذلك كان شيئاً غير مستحب .. ، و لم أستمع لكل من قالوا ليَّ
كذلك ..
و في يومٍ ، وجدت تلك الفراشة ..، و يا الله ، كانت فائقة الجمال ، يمتزج اللون الأزرق الفاتح مع البنفسجي و لمسات من الأحمر و الأصفر ..، تطير بهدوء من زهرة الى أخرى في حديقة المنزل ..
رأيتها .. ! ، فإبتسمت في شرٍ و خُبث ..، هيَ لي .. ، ركضتُ عندها الى المنزل و اخترت كوب زجاجي كبير .. ، و على أطراف اصابعي ، رافعة ثوبي الأبيض من على أرض الحديقة ..، تسللت الى الزهرة التي تقف عندها فراشتي ، و انقضضت عليها ..
أطلقت صيحة فرح ، و أنا اراها تحاول أن تخرج من كوبي الزجاجي المقلوب .. ، عندها خففت عنها قائلة ..
- لا تقلقي يا فراشتي ، سوف تَري العالم بإعتيادية من خلال شفافية الزجاج !
عندها فعلت الفراشة شيئً غريب ،،اصبحت محاولتها للخروج أكثر حماسة ، و لكني لم أهتم .. ، بل أني حتى اشتريت لها قَفص ذهبي صغير ، و وضعتها في غرفتي ..
على حافة النافذة ، حتى تستطيع مراقبة العالم ، عندها لم أدرك أني أعذبها هكذا ! ،، فخلال أيام بدأت حركتها تهدأ ، و أصبحت ساكنة في ركنٍ صغير ، و تتحرك ببطء لتلتصق بجدارن القفص ، و أنا أتعجب ، لمَ أصحت هادئة ؟ ، لمَ أصبحت ألوانها باهتة ؟
و يوماً بيوم .. ألاحظ اختفاء ألوانها .، و اقتربت منها مرة لأرى ألونها تطير .، كذرات صغيرة من التراب السحري
أصابني الهلع ، لم أدري ما العمل ؟ ، و في يوم محدد تحولت بالكامل الى اللونين الأبيض و الأسود ! ..
و بدت لي و كأنها تحتضر ..، و أنا من ناحية أخرى أصبحت حزينة لأقصى درجة ، و جلست جانبها حزينة .. أشاركها أحزانها ..
و عندما اصابني اليأس الشديد ..، فتحت النافذة ..، و قلت لها ..،
- اذا كنتِ سوف تذهبي للسماء ، فحلقي إليها هيا ..،
و هنا بكيت ..، و أنا أفتح القفص و اراها تنطلق محلقة ..، لكن في لحظات ، عادت إليها جميع ألوانها .. و سمعتها تهمس و تقول لي
- شكراً على حريتي ..
و تحلق مبتعدة ..
Subscribe to:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق