2010/05/19
بعد التعديل ..
النسخة التانية
شأت هيَ في حيّ فقير للغاية ..، ليست فيه مشاعر و لا رحمة .. ، جاءت و لديها أطنان من الإخوة و الأخوات تحت ما يشبه سقفاً مع الكثير من المخيلة ، الأوغاد يقفون على ناصية الشارع .. ،
النساء مسترجلات,تحملن نظرات لاذعة..، و
في الساعة الثالثة صباحاً سُمع صراخ طفلة .. ، طفلة جاءت للعالم و ..
للأسف جاءت ! ..
**
هي كانت بنفسج اسم غريب لربما ..، لكنه مناسب لتلك الفتاة ..،
كانت فتاة ذات عينان رماديتان تميل الى البنفسجية في شكل غريب ،
ولدت في حارة صغيرة في بيت وسط اكوام القمامة ..، في حارة انظف مافيها حماراً اجرب ..
،جاءت بجمال كاللعنة عليها ..، و لم تعرف ذلك الا عندما تمت السادسة عشر !.
كانت تمشي بهدوء مخترقة الزحام ، زحام سوق يوم الأحد و لهذا تجد المنطقة
خلية نحل ، تصل الى بداية شارعها ..، لتواجه ممر ضيق تجلس النساء على عتبات منازلهن ، و بعض الشباب من ذوي ( الأدمغة العالية ) واقفين يتبادلون شيءً ما ، لكنك تستطع اداركه بمجرد رؤية نظراتهم ، تمر .. ، فلا تسلم من ( معاكسة ) .. و هاهي ،
تقف امام منزلها ذي السقف المنخفض و الرائحة العطنة .و حفرة المياه أمامه ..، فلم يَصِلهم الصرف الصحي بعد !
تسمع فتاة اخرى من خلفها تقول بصوت يصلح لرجل في منتصف الثلاثين ..
( انتي جيتي يا غندورة .. ، يامرحب ) و من ثم تمسكها من شعرها و تلفه على ذراعها
و تأرجح به رأسها حتى تقع ( بنفسج ) أرضاً و لتبتل ثيابها بالطين ..، تسمع معذبتها تقول
( انا مش قلتلك يا بت انتي ماتعديش من الحارة من قدام
، تيجي من ورا، انتي ايه ؟
، و الله ما أنا عارفة عاجبهم فيكي ايه يا بنت الـ.. )
و من ثم سُبة قذرة و تتركها بدفعة لتصطدم رأسها بالأرض ..
فقد كانت بنفسج نشأ في حوض من المياه الراكدة العفنة ! ..
**
والدها أخذ من جمال ابنته سلعة .. ، يعد ذاك بالزواج منها و يأخذ منه نقود ..، يشرب الشاي على ( قفا ) صاحب القهوة حتى يرضى ان يزوجه ابنته ..
و هكذا ، و لا مانع فيما لذ و طاب من الحشيش و غيره
، و عندما تمت العشرون
قرر أن يزوجها لصبيّ أرعن ..،
سائق .. ، فلقد رفض الكثرين على أمل أن تأتي هي المال بعد تعليمها و بما انها لم تأت بقرش واحد و هذا الفتى
يمتلك مالاً ليس بالقليل .. ، فلقد ابتسمت شياطين الأب !
في تلك الليلة بكت بنفسج و هي تصرخ منتحبة
( لا ياأبا .. ابوس ايدك لأ ..، مش بعدكل التعليم ده ..، ده بيضرب امه ..)
بكت ..
صرخت ..
و من ثم
لطمة حادة من ابيها و بصوت حاد قال
( هتتجوزيه و يإلا اقري الفاتحة على روحك يا ( ... ) ) سُبة اخرى ..
ابتلعتها و صمتت
فهي تعرف ان ابيها لا يقول شيء من فراغ فلقد كانت في الخامسة من عمرها
قام بسكب المياه المغليه على ساقيها لأن فقط ازعجت نومه ! .. ،
و لم يهتم حتى بمعالجة ساقها المحترقة ..، حتى فقدت وعيها من الألم و حتى عندها لم يهتم ! ،
قام بسكب المياه المغليه على ساقيها لأن فقط ازعجت نومه ! .. ،
و لم يهتم حتى بمعالجة ساقها المحترقة ..، حتى فقدت وعيها من الألم و حتى عندها لم يهتم ! ،
**
تزوجت بنفسج ..، و عاشت مع زوجها في حجيم مشتعل ..،
فكل يوماً على صباح الله الرائق ..، تأخذ لكمة منه تورم لها قطعة في جسدها .. عل شاكلة التحية او ( صباح الخير ! )
هاهي في الثالثة و العشرون تحمل جنيناً ، و تأخرها في حمله .ترك ندوباً شتى .. ، و لم تعرف عندها انها تحمل انثى ،
بالرغم من ان زوجها كان يتمنى ولداً و توعدها اذا انجبت غير ذلك .. ،
الا انها كانت تدعو الله ان تكون فتاة لتطلق عليها اسم زهرة
و في الثالثة صباحاً جاءت طفلة الى العالم ..، جاءت بصراخ قوي ..، لتعلن عن اعتراضها ،
لتصرخ حزناً على اخراجها من مأمنها و جوها الدافئ ،
لتصرخ حزناً على اخراجها من مأمنها و جوها الدافئ ،
جاءت و كانت امها رقيقة تدعى ( بنفسج ) ..
و ما إن وضعتها حتى اقتحم زوجها الغرفة .. ، و قال بصوت عالي
( دي مش بنتي يا ( ... ) ..
، انا ابنى ولد يا .. ( .. )
و
امسكها و انهال عليها بالضرب في نوبة غضب غير مألوفة و كان دماغة
( ثقيلة بعد حرق سيجارتين ( حشيش) قلقاً علي حال المولود القادم )
( ثقيلة بعد حرق سيجارتين ( حشيش) قلقاً علي حال المولود القادم )
و لا يدري بما حوله .. حتى أنه أخذ رأسها و ضربها ف الحائط عدة مرات ..، و مع كل مرة .. كل ضربة .. يختفي البنفسج !
و لم يتوقف إلا و هناك جثة وجهها متشوه و دماءها تغطي وجهه
عندها توقف
صرخ...
بكى
و فقد الوعي ..
شاركته النحيب طفلة مازالت لحماً قاني ! ..
**
بعد خمس سنوات .. ،
وضعت طفلة على احدى القبور زهرة بنفسج ، فإقترب من والدها و نادى عليها ، بالرغم من انها ليست ابنته من صلبه فقد كان يخاف عليها و يحبها أكر من ما اذا كانت ابنته ، لمس كتفها و قال
( ياسمين ..، يلا يا حبيبتي ، انا قريت الفاتحة لتيتا ..، انتي بتعملي ايه عندك ؟ )
ضحكت الطفلة ..، طفلة ذات عينان رماديتان تميل الى البنفسجية وركضت بعيدا! ..
تاركة زهرة بنفسج على قبر ..
قبر يحمل ذات الإسم و لم تعرف ان التي ترقد تحت التراب حملتها في رحمها تسعة أشهر !
..
.
Subscribe to:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق