2009/10/26

فصول الروح



كانت الريح دافئة هذا اليوم .. لا لم تكن ريح بل نسمات خافتة رائعة ...
و ازدات مع غروب الشمس .. التي تهبط ببطء تجاه مخدعها .. لتعطي فسحة للقمر ..
عند تلون السماء بحمرة الخجل ..
رسم الحبر كلمة .. على ورق الذكريات ..
فلكل وقت نكهة تُرجع إلينا ذكرى ..
بالطبع !

هناك أوقات .. انغام .. مواقف .. كلمات .. قصص .. تجعلنا نعود لحظات لنسبح في ذكريات تأخذنا ..
عندها أغمضت عيناي .. و تذكرت ..
أنا احب ذلك الوقت في فصل الشتاء .. فمع غروب الشمس تتلون غرفتي بتلك الأشعة المخففة و تكون دافئة .. و أتذكر اني في شتاء ما .. كنت أتابع برنامج و في نهايته .. تصدر تلك الموسيقى العذبة .. فتمتزج مع الجو الدافئ لتصبح شيء محبب لقلبي ..
..

ثم .. يأتي الصيف .. و للصيف ذكريات رائعة ...
لربما لأنه يرتبط بالبحر !!
البحر ليلاً في ليلة صيف .. و السهر و الضحك .. كذلك يرتبط بأزهار الياسمين في الصباح الباكر ..
أ تتخيلون المزيج ؟؟
ياسمين و بحر و شروق ؟؟
أحب ذلك الفصل و لكن ليس عندما أعود الى المنزل :D

..

الخريف ... رباه .. كم أعشق هذا الفصل .. فهو يأخذك بنعومة من الحرارة الى البرودة ..
تجد الأوراق تذبل فتتساقط .. فتموت الجراح لتزهر مكانها الأزهار اليانعة ..
انه فصل مُضحي .. يترك لما بعده فرصة ليفتح صفحة جديدة و يزهر ..

..

هلا تكلمنا عن الشتاء ..
بالرغم من انه دائم الحزن بالنسبة لي .. يحمل لي حزن و شجن .. الا اني لا استطيع انكار اني أحبه ..
ببرده و مطره .. و رائحة الجو بعد المطر .. حتى شكل غيومه ..
شكل سماءه ..
أحبه هذا الفصل لأنه فصل قريب من القلوب .. مليء بالشجن و هو فصل الذكريات ..
الفصل الذي يصنع فيه الذكريات .. فإحرص على ان تكون فيه ذكريات دافئة في جوه البارد ...


الربيع ..

ربيع الزهور .. و الفرحة .. الشمس .. النشاط .. البهجة ..
ربيع العمر عندما يشرق ..

هل هناك ما يقال أكثر ؟؟
انها فصول الجو و لكنها في نفس الوقت
فصول روحاً !!!!!

2009/10/22

مملكة الخيال ...




في المساء المعتم ، على ضفة النبع المقدس

و على حافة الغابة السحرية المحرمة ، عند افتراق النجم عن القمر ..

و عند اكتمال القمر ... ،أوراق البنفسج تتراقص في الهواء

تقف ساحرة .. ساحرة الليل الفاتنة ..، على صهوة حصان ابيض كغطاء ابيض ناصع البياض

مرتدية ثوبها الأسود الفضفاض ،و عيونها الواسعة ذات الرمش الخلاب ..

تهدف إلى آفاق المستحيل ، و شعرها يختلط بأوراق الزهر الفيحاء

تبعثره رياح الظلام الهوجاء

على إطراف أصابعها ... تمشي على المياه ، فينتفض الندى من هول تلك الرقة المرهفة الإحساس

تصل إلى منتصف النبع المقدس .. هي تمشي على الماء !

يهدر الرعد ... و يفور النبع حولها .. لكن لا تلمس تلك القطرات بشرتها الملساء

ترتفع ببطء إلى الهواء .. و يتعلق جسدها في الفضاء ..

يزداد الرعد .. البرق .. و غضب هائل في السماء

بهدوء و بروية .. ، ترفع إصبعها لينطلق شعاع شفاف

يخترق حجب السحاب ...، و تتفجر منه أسراب الفراشات زاهية الألوان

فيهدئ النبع ، و يظهر وجه القمر ..

و تنخفض بخفوت لتصل إلى البحيرة .. لتملئ منها قطرات في قنينة ..

تعود إلى حصانها و تمطيه ، فيخفق بأجنحة كأنها النور المضيء

لترتفع إلى السماء .. إلى الصقيع !

تعبر البحور .. جبال .. قرى .. قصور

و تهبط إلى حديقة الوادي المسحور .. و يلمس الحصان الأرض .. فيعدو إلى مكان غير معلوم

يركض و يركض .. حتى يصل إلى الأمير الملعون

تقترب منه .. و تفتح القنينة فيها الترياق .. تنثره حول جسده

تعول السماء ..

و يحاصره إعصار .. ، وصراخ محموم ...

و ألم بلا حدود ..

و هي قلبها يخفق في خوف و في جنون أن تفقد الأمل المزعوم ..

يهدأ الصراخ

و يختفي الوسيم ..، يهدأ كل شيء ..، فلقد تحرر المسكين

دمعة هربت من العين ..انتفضت ، انهارت أرضا ..،

و هي تائهة ، و طريق العودة غير معلوم ..

تقف و تحاول الصمود ، تربت على الفرس ذو الجسد الممشوق و غرته الداكنة كجزء من ثوبها

تمطيه و تبدأ البحث

عن المملكة .. عن الوطن .. عن الخلاص











تتغير الأزمان .. و مازالت الساحرة .. بين عالمين

و أسيرة لفكرة لإنقاذ

تغيرت حُلتها ، و أصبح ثوبها بنفسجياً .. ، و عيناها ارتوت من مياه البحر الهائج .. و خصلات شعرها ارتوت من دم الشمس السائل

مازلت تعدو في طريق .. و الطريق يبدو بلا نهاية ..

عند الساحة الرخامية السوداء، تقف على أطراف أصابعها

في وسط تلك الساحة في وسط تلك النجمة السداسية .. ، تلك النجمة السحرية

التي تتوهج بضوء اخضر باهت كأنما ينبض !

صوت يهدر ..- لن تتحرر أميرتي .. أسيرة اللعنة المختومة –

تثور الرياح .. تثور روحها .. و ينتفض جسدها ..

تتفجر منه طاقة و قوة رهيبة

تنثني جدران الساحة .. و تشعر بلهيب قوتها .. لهيب طاقتها المفعمة بالإصرار

و الغضب .. كل الغضب !

يتحول لون عيناها الزرقاء إلى الأسود و يغطي السواد علة بياض مقلتيها !

أمواج الظلام تضربها و هي صامدة و الأغلال تشدها إلى أسفل .. إلى قبر محفور

و لكنها لا تهتز ..

فجأةً .. ، من أطراف تلك النجمة السداسية .. تخرج خيالات ضبابية رمادية ، تلتف حولها و تدور بجنون

و قلبها يخفق مذعور ؟ - ما هذا ؟؟؟ -

و تدور و تدور حولا و هي تلتفت . و من وراءها .. ينقض احدهم عليها

تهدر السماء .. و معها صرخة لم يسمعها بشر قبلاً .. روحها تُنتزع منها

تسقط ..

تسقط على إحدى ركبتيها و الدم يسيل من جانب فمها ..

و تدور الأشباح .. و ينقض واحد آخر ..

تتوالى الصرخات

ثم

تقع أرضا ..، و وجهها يلمس الأرضية الباردة .. ، عيناها لا ترى سوى .. سواد !!

تهمد و تسكن .. و تهدأ الأشباح .، فتكف عن الدوار المجنون

و تعود ببطء إلى أطراف النجمة السحرية ..

لكن .... يشق السكون صرخة زلزلت أعماق الأرض ..

صرخة اعتراض

و يرتفع جسدها إلى الهواء ..، إلى أعلى نقطة في الساحة

و تنفجر الجدران و يتبعثر شعرها بجنون .. ثم

تفتح عيناها .. بحزم .. بحدة .. بصرامة

عينان سوداويتان بلا حدقة !

صرخة أخرى و تندفع منها سيول من ضوء يبتر ما أمامه ، لتتمزق الأشباح ، و تبقى هي معلقة في السماء لبرهة

آه ألم خافتة و تسقط على الأرض فتصدم بها و تسيل دماؤها ........

تسير الدماء في شقوق النقش السحري على الأرضية ، يختفي التوهج الأخضر و يتحول إلى توهج احمر ناري

ينبض .. ينبض ..

ثم يخفت و يهدأ و ينطفئ

يهرع حصانها إليه .. يربت عليها بجناحيه فتتحرك ببطء لتستند على جناحه .. يرفعها إلى جذعه

و من ثم .. تسقط في إغماءة طويلة ...













الأُضحية ...

تقف في حلقة من النيران .. على حوافها يحرق الزهر و الريحان

يستعد القوم لذبحها .. و العيون دامعة ..

لكن يسمعون صهيل حصان يأتي من بعيد ..

فيتوقف الجميع و عيونهم معلقة في السماء ، يرون نقطة بيضاء تأتي من بعيد و تقترب

..

تُطلق زفرة ارتياح

يهبط الحصان ببطء .. ليهرع حكيم القرية إليه .. و يأخذ الفتاة بين ذراعيه

يكاد قلبها أن يتوقف .. يفتح الحكيم عيناها بإصبعه .. فيرى الهول

يرتسم الذعر على ملامحه ..

و ينظر إلى القوم و يهز رأسه آسفاً

نجحت في مهمتها .. حررت الأمير .. و كسرت اللعنة و أنقذت الأميرة المعهودة من أن تكون أضحية .. حتى تكسر لعنة المملكة

ضحت هي بالميثاق .. بأنها اخترقت القانون .. العهود .. و تخطت عتبة القوة المطلقة !

فانقلبت عليها بعد معركة حامية

و الآن ..، يحملون جسدها بروية .. الذي ينتفض انتفاضته الأخيرة

يضعونها على محفة خشبية ..، و حولها الزهور النضرة ..

تسعل مرة أخيرة و يسكن جسدها

تزل الدموع تلك المرة من أعين شعبها .. من أعين ساكني وطنها ..

يحملون المحفة على أكتافهم في موكب صامت متشح بالحزن الأليم

يضعوا المحفة على شاطئ النهر .. و دفعوها لتصل إلى المياه .. تسير في النهر ببطء و المشاعل تقف على الشاطئ في وداع !

شيء غريب .. هائل يحدث

ضوء باهر وسط السماء يهبط إليها لتتركز بقعة من الضوء عليها

و في هذا الشعاع يخرج من جسدها خيال اسود له نفس هيئتها .. يتفتت و يذويه الريح ........

أما هي فمن جسدها انبعث ضوء ابيض ماسي رائع

أضاء ظلمة الليل ..

و عادت ، عادت إلى هيئتها الأولى

شعر فاحم اسود طويل ، عينان عسليتان لهما رمش خلاب . ثوب ابيض أنيق

تقف على قدميها تنظر إلى أهلها .. و ابتسمت ,, فرفعت رأسها إلى السماء

و فجأة .. اختفت تاركة ورائها حبات متلألئة ...تسقط على المياه فتطفو بضي ابيض خفيف !

2009/10/15

زهور الجليد








من يعرف ..؟؟ ، من يعرف ماذا تحمل لنا الأيام ..
هل من الحزن يمكن أن ينبت الفرح .. و السعادة ؟؟
و من بين الدمع .. هل بإمكان بسمة ان تشق دربها ؟؟ ..

***

هناك حكاية .. قصة أقصوصة في صفحة مهترئة من رواية ..
جميلة .. حزينة .. و لم يعرف أحد لها نهاية ..
.
.
.
.
كانت أسرة تمتلك سنجاب .. ،، سنجاب شقي لكنه محبوب ..
عاش بينهم و عرف معنى الرعاية ..
و في يوم .. ، وجد أنهم جلبوا سنجاب آخر .. فغضب و ثار ...
و لكنه عندما نظر إلى نفسه .. سقطت منه دمعة حزينة .. فلقد أيقن ..
انها النهاية .. فهو يبدو مريض .. غير قادر ..
و أخذ يبكي و هي يعرف انه سوف يفارقهم .. و يقل ..: ( كنت شقي .. و أريد ان اجلب لهم السعادة من بعدي )

و في صباح ليلة جليدية .. لم يجدوه في أي مكان ..
و بعد عدة أيام ..
في الباحة الخلفية للمنزل ..
نبتت زهور رائعة الجمال من بين الجليد ..
و مع ان احداً لم يفهم ..
الا ان تلك الزهور امتلئت بالحب و بالحزن ..
فكان مولدها بتضحية حزينة لكنها نشرت سعادة غامرة
عندما نظر ابن هذه الأسرة من نافذته و وجد تلك الزهور و فرح .. و كيف كانت رائعة وسط البياض الممتد ..

...

هل نعرف حقاً مقدار تضحيات الآخرين مهما كانت نتائجها بسيطة ؟؟

2009/10/05

♫ لــــحن ♫





عينان تتوهجان بقطرات البحر .. تهيج في تلك الحدقة أسرار ..
و تُكتب فيها رسوم مزخرفة ..
لحكايا من الحياة ..،،
دائماً يظل القلب خفاق لها .. ، فهي عينان ساكنتان ..
كخمول العاصفة ..
كلمع نجم السماء ..

***


تتوقف على حافة ذلك المنحدر ..
و تتساقط من عيناها قطرات ..
و لا تدري ماذا تفعل ..، لاطلما شعرت بالوحدة ..
أنها تُبذ بلا صحبة ..
تروادها نفسها على الخلاص ..
إلقاء جسدها ليتحطم فوق الصخور .. ، و لكنها تشعر بالخوف
فتتراجع خطوة ..
تسمع رنين هاتقها النقال و تعرف المتصل دو ان تنظر ..
تلك الأغنية الخلابة الرقيقة التي تنبعث بنعومة ..
تعرف .. اذا ردت و سمعت تلك الكلمة ستُجرف .. كقلعة رمال هدتها موجة من البحار ..
تظل النغمة تدوي ...
لا حل !
لا حل !
لا حل !

سوى الخلاص ..
(( صوت تهشم الأرض )
فسكن ذلك اللحن الخافت للأبد
و تنفست هي الصعداء

***

لحن 2
_*_*_*


وقت الغروب ..... على الشاطئ

تستمر تلك الأغنية تدوي ..
ببطئ ..
بسحرها الأثير .. ، فتنساب كشال حرير ..
تتحول من نوتات الى بحار متدفقة من الأحساسيس المتباينة ..
بخفوت ..
و بقوة تضرب فتعصف بوجداني .. ، و يبقى شراذم أفكاري المبعثرة على
شاطئ الألحان المفقودة ..
بين ثنايا تلك الأغنية أعرف معانيها الخفية ..، و أجد كلماتها ترسم لوحة آراها وجهاً لي ..
و من بين حقيقة و خيال ..
و من بين ادعاء و واقع ..
بين الأكذوبة .. و الصدق ..
تجد طريقها للقلوب مهما تفارقت .. مهما بعدت و تحطمت
الألحان لنبض القلوب .. ، تعزفها تلك النبضات لترسل الأحساسيس ..
و تأخذ من مشاعري سفينة تسيرها في بحرها ...
***
فآخذ تلك الوردة .. بعناية .. هي أنا .. و أنا هي ..
الوردة التي نبتت في بستان الدماء .. ، فلم تكترث بل نبتت لتثبت أنها قوية .. أنها يانعة بالرغم من الجفاء !!

و على شاطئ البحر تلمس الأمواج قدماي بلطف ..
و الأغنية تخفت و تخفت . مع غروب الشمس ..


;;