2010/04/28

ذكرى و قلبين





ترقص بثوبها الأحمر القصير و تدور، لديها أجمل خطوات في الحفل و أكثر عينان ساحرتان في الشرق..، رأتني و ابتسمت .. فركضت تجاهي و أخذت يداي و رقصت معي ..، ابتَسَمتُ .. فلقد تركت كل الحفل و جاءت لي ..، و بالرغم من أن قامتي اقصر منها إلا أنها واصلت الرقص معي ..



كانت تلك الحفل في السبعينات ، صغار كُنا ..، و الأيام الحلوة الدافئة ..، ما إن جاءت لي تلك الذكرى حتى اتسعت ابتسامتي ، و أصبحت عيناني ندية بالدموع ،

نظرت إلى المرآة ، وسيم في أوائل الثلاثينات ، غزى الشيب بعضاً من خصلات شعري .

قاطع خواطري صوت احد المخبرين و هو يروي لي حيثيات إحدى العمليات ..، فأنا اعمل في صفوف الشرطة !!

**

لم أكن ادري بالحقيقة ، شعرت فقط بأن هناك شيء غريب ، الجو أصبح أكثر توتراً في المنزل ..، أبي خائف ، أمي تحاول ان تتماسك ، الذي جعلني أدرك أن هناك شيء خاطئ هو تلك الدماء التي انتشرت ، و جثتين ..، يداً تكممني و تسحبني بعيداً عن الأنظار ، و ... فقط .. ظلام !



تم قتل أبي و أمي على مرأى مني ، و خسرتها .. خسرتها لأني صممت على أن أصبح هكذا ..

..

أنهيت العمل و استعددت للعودة ، إلا أن، عيناها طاردتني ، العينان العسليتان الواسعة ..، و ارتجف جسدي كله شوقاً إليها ، فقدت السيارة و أنا انهب الطريق نهباً إلى ذاك الحي الهادئ الراقي ، و توقفت عند منزل فخم من طابقين و يُحاط بحراسة قوية .. ، قلت داخلي

- " لربما إذا كانت تلك الحراسة متواجدة قبلاً ..، لربما ... "



انتظرت حتى بلغوها و سمحوا لي بالدخول بعد تفتيش دقيق ، و دخلت بخطى مترددة نوعاً ..

و عندما رأيتها .. ، توقفت أنفاسي للحظة ، إزدات جمالاً ..، بل فاقت الجمال ..

الشعر البني الطويل و العينان ..، الملامح الرقيقة المليئة بالحيوية .. ، تأملها للحظة ..، فوجدتها تبتسم و تقول ..

- " لا استطيع سوى تذكرك عندما رأيتني في الحفل الصيفي بثوبي القصير ، أتذكر ؟! "

رددت بابتسامة ..

- " بل تلك الذكرى هي ما دفعتني للمجيء .. "

بدا الحزن الدفين عليها و قالت بخفوت ..

- " نعم ..، اعرف يجب ان يكون لديك ما يدفعك للمجيء ، أنت ... ، " ثم قطعت كلامها و قالت بفرحة ..مكملة " أصبحت رجلاً ، و وسيماً للغاية .. "

- أنا لم اعني ما فهمتيه

- لا يهم ..، أنت ستظل في قلبي كما أنت ...، حتى .. حتى لو خجلت مني

- .... ، كنت أتمنى ان تتوقفي

- و أنا كنت أتمناك بجانبي

- ......

ثم ساد الصمت قليلاً و إذا بها فجأةً تحتضني بقوة و هي تهمس

- لقد افتقدك كثيراً ..، يا أخي .. ، يا كل ما أمتلك في العالم ..

- و أنا أيضا ..



ثم قالت

- لو كان أبي حياً لغضب منك ، أنت لا يجب عليك ان تجد عذراً لتقوم بزيارة أختك الكبرى ، حتى و لو كنا في هذا الموقف ..



جلست صامتاً للحظة و قلت لها ..،

- فقط ..، دعكِ مما تفعلينه

ابتسمت و ردت بنبرة سخط

-أنا اكره رجال الشرطة لم يستطيعوا حماية أبي كما وعدوه و مات أمامنا ..، لذا حاربت الفاسدون بالطريقة التي تصلح معهم ، القانون للضعفاء ، و ابداً لم أكن ضعيفة .

- و لمَ تظنين أني أصبحت شرطي ؟ أليس لكي أنقذ من هم مثل أبي ؟

- و هل أنقذنهم ؟؟

- ......

-أإنا أدمرهم اسحقهم !

- أنتي تسرقيهم .. !

ضحكت و قالت بسخرية ..

- هذا اتهام أيها الشرطي ..، و خطير أيضاً !

- عامة لقد تكلمنا كثيراً قبلاً ، الآن أنا أريد ان أرى أختي فقط ..

- الآن تذكر ؟ ،



ساد الصمت بيننا لفترة طويلة و من ثم قالت هِيَ

- لا تظن أني لا اعرف ان هناك ثمن ، و لكن كل النقود التي تأتي لي ، أتبرع بها ..، أنا أساعد الناس ، روبن هود هذا العصر و لكن مع جمال و لست مجرمة كما تراني ..

- انتِ لا تفهمين ! ..

......



.



عندما رحلت من عندها ، كنت امنع دموعي بالكاد ..، هي جوهرتي ، و أنا اعرف أنها تحطم نفسها و لا يسعني فعل شيء ، اعرف فقط انه سيأتي يوم .. سأفقدها للأبد و هذا ما يمزقني .. ،،

و الذي يؤلمني أكثر أني لم استطع البوح لها .. بأمر خطبتي.. لزميلة لي .. !!



..**



بطريقة ما ، عرفت بالأمر و وجدت اتصال هاتفي منها ..، صوتها كان هادئ و لكن معاناتها كانت تبدو واضحة بدأت كلامها بكلمة واحدة

- مبارك

- شكراً و لكن عَمَ ؟

- الخطبة !

- ................

- لم تستطع ؟ .. ، و بالتالي لن احضر الزفاف أليس كذلك ؟ ، و لن أرى أبناءك ؟ ..، أسقطتني ؟؟

- انتِ تعلمين مقدار حبي لكِ ، و لن يحدث شيء من هذا ، فقط إنا لم استطع البوح لكِ !

- لتلك الدرجة ؟ ، الحقيقة أني كنت اعرف ان هذا اليوم قادم ، لذا تدبرت أمره

- و ماذا تقصدين ؟

- لديَ معلومات و اسماء ، سأبادلها في سبيل ان يتم تبرئة اسمي ..، و .. ، سوف أتوقف

- أ حقاً ؟

- لأجلك فقط .. ، أنت فقط .. ، أنا لن احتمل أن تنساني ..، ان تتخطى و ألا يكون لك صلة بي ..

- هذا لن يحدث ..

- سوف يحدث و لكني لن أسمح له ..، سوف أعطيهم الأدلة و الأسماء ، أ تعلم ؟ .. أنا من سحبتك و هربت بك عندما مات أبوينا ..، و لكنك فقدت الوعي ..، و بالرغم من أني لم اعترف بها قبلاً ..، إلا أني قخورة بك ..، و أ تعلم أيضاً .. لقد وجدت القاتل و سوف أسلمه في تلك الصفقة ..، و لن أسلم المعلومات لغيرك ..، غريبة أليس كذلك ..، أخوات في أقصى طرفيَ القانون ؟؟ ..



- كل ما أعرفه ..، ان أختي ستعود إليَ ..

- نعم . ، و الآن سوف أحضر ثوب مشابه لثوبي القديم من أجل الزفاف ..



ضحكت بشدة و قلت بصوت مرح

- سوف تسرقين الأضواء من العروس !

ردت .. و إذ أتخيل ابتسامتها

- ربما أجد لي عريساً ..

- بل صفوف عزيزتي .. ، صفوفا ..

- فترة طويلة منذ أن ضحكنا ...

....

و في مقر العمل كٌلفت أنا بتبادل المعلومات معها ، و لا اعرف هل هذا مُدبر منها ، أم انه فقط مصادفة !

و عندما ذهبت إليها أخبرتني أنها ستعطيني المظروف الذي به كل شيء ، في ليلة الزفاف عند اصطحابي لها .

أشعر الآن بالذنب الشديد ، لأني ... لأني كنت أخاً سيئاً ، و هي .. كانت و لا تزال أميرة !

و في تلك الليلة ، ذهبت لاصطحابها ، فانتظرتها في الردهة ، و لأراها قادمة ، بثوب يشبه كثيراً الثوب القديم

و هي تقترب مني ، عاد الزمن بي ، و اذا بها فتاة ذات أربعة عشر ربيعاً و انا فتى في العاشرة ..

قالت بابتسامة

- انتظرت هذا اليوم منذ عشرون عاماً ..، هيا .

ابتسمت و قلت

- ، ألم أقل لكِ سوف تسرقين الأضواء

- للباقتك الشديدة ، هاك هدية تقاعدي ..

و سلمتني مظروف منتفخ ، فقلت لها

- جيد ، لقد أخطرتهم أني سأستلمه اليوم ، و أسلمه غداً

نظرت بهلع ، و قالت

- ماذا ؟؟؟!!! ، أخطرتهم ؟؟؟

- نعم ! ، ما المشكلة

قالت و هي تنظر حولها بجنون

- المشكلة ان القاتل هو رئيسك ، انه شرطي فاسد !!

قبل ان أتمكن من الإجابة سمعنا طلقات نارية و وجدتها تركض و تمسك بمسدسين و تسلمني مثلهما و هي تصرخ ..

- يجب ان تحيا ..، يجب ان تعيش .. !

و بدأ إطلاق النار ..، فلقد كانت هناك فرقة كبيرة تجاوزت الحراسة المشددة بالخارج ، و في تلك اللحظة تحرك كل شيء ببطء ، وقفت هِيَ تدور و هي تطلق النيران و هي تبتسم و تقول

- هذه المرة سأحميك ..

و تطلق النار باحترافية ، وأنا معها ..، ظهري ملاصق لها ، و قالت

- " الليلة هي ليلة رأس السنة ، مثل يوم الحفلة ،مصادفة رائعة..،"

استطردت

- " أنا فخورة بك عزيزي ، أنت البرعم الجيد في هذه الأسرة ، ....

ثم و لا أدري كيف ..ـ حقاً لا أدري كيف علمت أن خزان رصاصتي فرغ قبل مني .. فلتفلت لي و أحاطتني بذراعيها و همست في أذني ..

" سامحني أخي ، ,, أحبك ! "

عندها حمتني بجسدها و هي تتلقى الرصاص ..، كل رصاصة تخترقها تأخذ جزءاً من روحها و مع ذلك ظلت صامدة .. ، و مع آخر رجل يسقط .

سقطت هي الأخرى ،و في تلك اللحظة ، توقف قلبي و .. أصبح الجو هادئاً ،

صرخت بأعلى صوتي وأإنا مصدوم و لا أدري ماذا أفعل ..، حولي جثث و دماء ..

حولي ذكرياتي مُزقت ..، حولي دم أختي .. ، كُسرت جوهرتي ..،، كانت ترقص صغيرة في رأسي ..

الآن بين ذراعي .. ، تلتقط أنفاسها بصعوبة

و عندما بدأت بالكلام عاد إلي وعي فجأة و هي تقول



- " قل لأبنائك عن خالتهم الجميلة " و ضحكت و سعلت الدماء في نفس الوقت ..

و بدأت دموعي بالانهمار و هي تكمل

- " هل تذكر كلمات الأغنية .. كانت ألحان البيانو و من ثم ..

Why do birds suddenly appear
Every time you are near?
Just like me, they long to be
Close to you.

Why do stars fall down from the sky
Every time you walk by?
Just like me, they long to be
Close to you.

On the day that you were born
The angels got together
And decided to create a dream come true
So they sprinkled moon dust in your hair of gold
And starlight in your eyes of blue.

That is why all the girls in town
Follow you all around.
Just like me, they long to be
Close to you.
و من بين دموعي دوت الأغنية في رأسي و..، روحي كانت هي التي تموت .. و قلت لها .

- " سامحيني .. "

مسحت على رأسي و قالت بحنان

- "أنا مرتاحة الآن ..، ثم لقد بدأ عام جديد .. و أنت سوف تحقق أمنيتي و تحكي لأبنائك عني .. ، كل عام و أنت بخير..، "



قبلتني على جبهتي و من ثم همدت .. ،

كنت لها كل شيء و لم اجلب لها سوى الألم ..،، صرخت مرة أخرى ..، فلقد ..

ماتت أختي .. ! ، الأميرة .. ، ماتت بسمتها .. و حتى آخر أنفاسها ظلت ممسكة بالمظروف الملطخ بالدماء ..

حملتها و أنا مازلت أرى صورتها بثوبها القصير المتلون بنفس بلون دماءها.

2010/04/26

غريب عني

الغريب في الأمر أني لم أفكر ..، بل اندفعت ..

قفزت من على الحافة الخشبية للجسر ..، و في لحظات اصطدم جسدي بالمياه الباردة ..

الغريب أني لم أرتجف ..، كأنما هدأت البرودة حمم روحي ،، دائماً ما كنت سوداء ..، تسيل عتمة كلماتي فتغرق في أوحال الحزن ..

إلا أني فقط أردت التحرر ..، الغريب حقاً أني لم أفكر ..، فلقد كنت طوال حياتي عقلانية ..، أتمنى الجنون و لا أنفذه ..، أريده و لكن أهابه ..، اعشقه و لكني ارتجف مخافة اعترافي !

نعم كنت سجين الواقع و سجينة عالم عديم الألوان ..، الا اني قفزت ! ، حقاً قفزت ..،

لمست مياه البحيرة و قفزت بعدها ..، و ها أنا أشعر بالزرقة الباردة تنساب داخلي كالثلج السائل ..



وجدت أن الندم سرق مني سنوات حياتي ..، أندم دائماً و أبدا و أفكر كثيراً ..، لم أكن تلقائية أبداً ..

آه لكم سأمت كوني دمية .. دمية لفكري السقيم .

يقولون ان الشخص السيء لا يعترف بسوءه و انك اذا اعترفت به فهذا معناه ان بداخلك ولو ضوء نور ..، فهل أنا كذلك ؟؟ ..، أم أني المسخ الذي رأى انعكاسه على صفحة المياه ..،،

أحب المساء فهو ينهي اليوم و يهدأ العقل استعداداً للغوص ..، الغوص في الأحلام ..، لذا ترى به نسمات رطبة ..



اقع ببطء مخترقة المياه بإنسيابيه كورقة تخلت عن الشجرة ..

المشكلة في الأمر ..

و ماذا عندما ألمس القاع ؟ كيف سأعود و هل حقاً اريد العودة ؟؟

2010/04/15


راقبت من خلف الزجاج ..، راقبتهم بتأني و هم يشربون تلك القهوة الغنية ..
رائحتها تزكم أنفها .. ، و من خلف الزجاج ..، ترى انعكاس وجهها ! ..



**

دائماً ما كانت تتوقف أمام ذلك المتجر الصغير الخاص بالقهوة و الذي كان أرقى متجر في الحي ..، رائحة القهوة ما أن مررت به حتى تلتصق بأنفك فلا تدعك تهرب منها ..

داخله ..، أرقى فئات الناس ..،بمعاطفهم ذات الفرو الناعم واصواتهم الهامسة.. وجيوبهم الدافئة



..

راقبتهم و هي في نفس الوقت ترى وجهها المنعكس ..، وجهها الذي غلبت عليه التجاعيدو معطفها الحقير ..، الذي به لمعة خفيفة تدل على انه نوع رديء .. ، تتنفس بعمق و هي تستنشق رائحة القهوة ..، لتستدير و تكمل طريقها مخترقة البرد ..

تتنهد .. بحسرة ! ..



بسرعة تدلف من ذلك الباب و أنغام الموسيقى تتعالى ..، الأضواء و المسرح يبدوان مشوشين لها ..

و هي تقف للحظة مشتتة ..، لم تستعد اتزانها بعد .. تجذبها يداً و صوت أنثوي حانق ...

(( يلا يا صفية أنتي لسه هتبحلقي ..، البسي البدلة و بسرعة )) .. ، تدلف إلى حجرة تغيير الملابس و تضع على جسدها ..، بدلة الرقص تلك ..، تلمع و تتوهج ..، و في المرآة تضع المساحيق بغزارة لتشبه تلك " العروس المولد " ..

تنظر إلى وجهها في المرآة لتجده جامداً ، بلا أي أحساس .. ،

صوت يهتف .. مرة أخرى

(( يلا يا صفية ..، مافيش وقت يا غندورة .. !! )) و في لحظة هاهي على المسرح و حولها العيون اللزجة المقتاتة ..، و تبدأ الموسيقى بالدق و تبدأ هي الرقص و ابتسامتها صنعتها بحنكة ..

..

تنتهي فقرتها..، تنتهي ابتسامتها و تجلس في غرفة تبديل الملابس شاردة ..

يلسعها البرد فترتدي مرة أخرى معطفها و تمسح المساحيق و ترحل من باب الملهى الخلفي ...



تذهب إلى بيتها ..، و تسمع و هي تدخل من بوابة البناية ..، (( مش هي دي الراقصة اللي بيقولوا عليها ..، عندك حق و الله دي عاملة زي الشياطين ..، اللهم أحفظنا )) ..، تستمع و تتوقف لحظة ثم تباشر بالصعود ..



ما أن تغلق باب شقتها ..، حتى تتذكر ..، لكم قرع ذلك الباب من رجال ..، بعضهم شرطة و الآخرون يريدون شيئاً ..، و بالرغم من أنها لم تفتح ذاك الباب قط لهم ..

إلا أنه مازال ملوث من دقاتهم ..

تضحك بهستريا ..، تحدث نفسها .. (( ما هو صح كده ..، واحدة أبوها طبال و أمها هربانة ..، و إخوتها مافيش واحدة فيهم عدله ..، هتطلع إيه ..، دكتورة ! )) و تقول آخر كلمة بصوتٍ عالٍ ..، و تضحك .

من ثم تبكي ..

و تقول

(( ..، لو كانت الأفلام بتحصل ..، و بيعرف الواحد يغير نفسه ..، مكنش ده كان الحال ..،)) ..، تمسح دموعها و تصمت لحظة ..

تنظر إلى حال شقتها و تدلف ..

ترتاح بانتظار الليل ..

**

نسمات الليل البارد توقظها ..، تفتح عيناها ببطء ..، لا تريد أن تنزل ..، شعور قاتل يصرخ لا تذهبي ..

لكنها تنتصب

و ترتدي ..، تضع الزينة ..، العطر الرخيص و المعطف ..، و تنزل الشارع الفقير ..، صوت كعب حذائها يتردد

و عيون تلاحقها

تختلف ..

بين لزجة ..، و بين ازدراء ..



كان تعبر من عند ذلك الكوبري (( الكورنيش )) ..، لسبب ما دقات قلبها تلاحقت انفاسها تسارعت ..

عيناها ملئتها الدموع ..، خوف بلا حدود ..، و في اللحظة التي تلت ذلك الإحساس شعرت به ..

شعرت به في ظهرها ..، ذلك النصل !

نصل مدية يضعه فتيان في ظهرها و تهديد خافت بصوتٍ ..، يشبه صوت من شرب لتوه مشروب روحي قوي .. لم تعرف ماذا تفعل ...، إن لم تتحرك ..، ستموت ..

و إن تحركت معهم .. ، ستموت أيضا ..، تسمع من خلفها ضحكة مجون

تقرر في لحظة ماهي فعالة تستدير بسرعة حتى تواجهه وجهه ..، ثم تدفعه و تركض .. تركض بأقصى سرعة ..

لكنها تعلم أنها محاولة بائسة و أنهم سوف يلحقون بها .. ، فتقف ..، و ببطء شديد تقف على حافة سور الكوبري و تبتسم .. و تغمض عيناها ..

تلقي بنفسها ..

و هي تشعر برائحة القهوة في انفها و معطف ثمين يدفئ ظهرها ..

وفي اللحظة التي اصطدم جسدها بالقاع توقفت عن التنفس !



تمت



2010/04/02

ناعمة ..


انها ناعمة ..
دائماً تعجبت من نعومة الأشياء ..
كلمات ..، همسات ..، ألحان .. ، صور
لا يمكنك فقط سوى وصفها بالناعمة ..


اقتباس



و الحياة حلوة لمجرد انك بجانبي ، و الحياة أروع ببسمتكم ليَّ ، و قلبي نقي لأن عطر أحاديثنا يُغلفه ، الحياة ملونة لأن حولي اشخاص ألوان روحهم ساطعة ، و أنا أحيا لأنك و لأنكِ و لأنكم معي ..




أليست ناعمة ؟؟

..

هناك دائماً شيء .. دائماً داخلي يخفق لألوان الحياة المتعددة ..، أعيش بألف قلب .. من بين الرقة و القسوة و الحزن و الفرح ..
و أعيش بألف روح ..، أكتشف عالمي ،، كالضريرة ..، أكتشفه بفضول و خوف !
و عندما أتلمس الأشياء فكثيراً ما أجدها ناعمة ..


2010/04/01

انتهى الطريق ..

لهذا لنصنع آخر ..

..

يرتفع بريقك ليعمي القمر ..
فتتساقط حبات الماس ..
و تتكسر علىرمال الصحراء ..

..

على اطراف نهاية الكون ..
تسلل الأمل على اطارف اصابعه
و أغلق الباب على اليأس و ابتسم بخبث كطفل صغير انتقم من أخيه الشرس ..



.
.
.
.

انتهى الطريق ..
لهذا لنصنع آخر ..
..
يرتفع بريقك ليعميَّ القمر ..
فتتساقط حبات الماس ..
و تتكسر على رمال الصحراء ..
..
على اطراف نهاية الكون ..
تسلل الأمل على اطراف اصابعه
و أغلق الباب على اليأس و ابتسم بخبث كطفل صغير انتقم من أخيه الشرس ..



;;