2009/11/24

هي التي لم تكن ..










لم تكن ابداً تعرف لها اسماً ..، كانوا يطلقون عليها شتى الأسماء و الصفات ..، كانت كالأشباح بلا هوية
و لم يعرف أحد من اين تأتي و الى أين تختفي ! ..

***

فتاة تقبل بخطوات هادئة ..، تعرف ان لن يكترث أحد بها .. فلتكون هادئة اذن ..
هي ليست ذات شخصية قوية ..، لا بل يتلاعب بها الجميع .. بالإهانات و الأذية ..، و هي كالجماد لا تنطق ..
تنظر في المرآة لوجهها لتراه جامد ..
بلا احساس يذكر ! ..

هي لم تكن .. و لن تكون .. لكن ربما ..


***

جلست وحدها تفكر فيما يحدث لها .. ، أرهقها ذلك السيل من الدموع ..، فأخذت تنسحب ببطئ من التعب الى عالم النوم ..
و حلمت بحلم غريب ..
بأنها تُنقذ من دائرة الظلام الى الضوء المنير ..

تُنقذ ؟؟ ..، هي تحلم لكنها تأمل بأن يتحقق في القريب ..

،،

تفتح عيناها و تتجول ببصرها في الغرفة الضيقة ذات الرائحة العطنة ..
الملابس الرثة الملقاة ..
الكُتب المهملة على الأرضية ..
و الفراش المتهالك ..

هي التي لم تكن إنسانة قبلاً
بل كيان هائم بلا وجهة ..
بل شخصية فارغة مجوفة ..، بادرة ..، مرتجفة ..
هي التي لم تشعر بأي احساس .. و ظنت أنها لن تشعر !

هي التي احست في تلك اللحظة بدفئ ناري في داخل روحها يشتعل ..
فتقف و تركض بسرعة الى النافذة لتفتحها ..، ليصدمها الهواء البارد ..
تشعر - لأول مرة - بالنشوة المحببة ..
و تترك النافذة تغير الرائحة العطنة ..
و هي تزعم ان تجعل غدها غير مألوف ..
فهي التي كانت ..
التي كانت نفسها !

0 التعليقات: