2010/05/17



عَلى أنغام .. مَقطُوعة إيفْ مَاريا ..




نَسمات سِحْر







كل شيء خاضع للمنطق .. ، رباني الحكماء على ذلك ..

قال ليَّ الفيلسوف مرة ..، بل فسري الأمور كما تهوين و كيفما تريها و لا تتقيدي بقيود الناس ..

لذا صلبوا الفيلسوف ..

الحكماء دائماً ما يهملون القلب ..، فلا يدمعون ..، و لا يحبون ..

احياناً لا يشعرون ..، حتى بالألم

يَرون ان هكذا فيهم السمو ..، ان يتركوا الروح ..، ان يتجردوا من الضعف الإنساني ..

هكذا تربيت ..، ألا اطلق لأهوائي العنان ..، ألا اركض ..،ألا اضحك ..، فليس هذا من شيم الحكماء

كل شيء بمقدار ..

لدينا في القرية مساحات شاسعة خضراء .. و نسيم دافئ يهب .. و في منتصف السهل الأخضر تُقام احجار .

هناك نجتمع ليلاً في صمت ..

و نبتسم وقار ..

احياناً اشعر بأني مجوفة ..، و لكن لا أصرح بما احمله داخلي .. ، ارى نفسي في المرآة ..فآرى شيء في عيناني السوداء يطوق .. و تتلمع فأخفي تلك اللمعة بسرعة ..

نحن قوم تعلمنا الصمت ..، تعلمنا ان نتقبل الهزيمة او الإنتصار .. ، ألا نتغير ..

كان هناك فتى اعرفه و أنا صغيره ..، لديه ابتسامه مشرقة جميلة .. و لكن .. نبذته القرية .. فأضحى وحيداً .. الا اني داخلي كنت أشتاق لأن اغدو مثله ..، اشتاق فقط ان اطلق عنقاءي مثله

و لكن ذلك خطأ !! ... ، كنت أقف جواره مرة .. لسبب ما .. لوهلة قصيرة .. نظر في عيناي و ابتسم . و تجاوز بوابة القرية الصخرية المنقوشة بالذهب ..

و رحل ..!

اتذكره كذكرى ضبابية عندما اشعر بالخواء ..،

الحكماء ..، يجلسون داخل دائرة .. تساءلت داخلي ..، هل يشعرون بالسعادة ؟ ، بالرضا ؟! ثم تعجبت من سؤالي . ، ليس ليَّ الحق .. هولاء اجدادي !

تذكرت الفيلسوف .. و الصبي .. و لا ادري ماذا الشعور الغاضب في قلبي الحزين ..، ليس من المفترض ان أترك لمشاعري القيادة ..

الليلة .. هبت انسام غريبة ..، تحمل شيئاً من العبير .. ، و سمعنا صوت يأتي من عند البوابة .. و يخترقها .. صوت حزين رقيق ..، جميل ..، خافت و يعلو في نظام ساحر ..، تعجبت القرية و دُهش الحكماء ..، رأيته

صبي ذكرياتي ..، يحمل آله على كتفه و لها اوتار .. و يقوم بالعزف عليها .. و هنا فقط لا اعرف ماذا حدث ..، و جدت مياه مالحه تتساقط مني .. ، و عرفت بعدها انها تسمى دموع و عرفت انها كَمَانُ ..

نظرت حولي خائفة من يرى احد ضعفي .. ، الا ان الحكماء نفسهم تأثروا و كأنهم مُزِجوا باللحن ..

اخذ يعزف ..، و الجميع يراه كأنما يرونالشمس لحظة مولدها من الشرق .. ، تعجبت .. و قلت .. هل لدينا مشاعر ؟! ..

و آه عندما بدأ مقطع الشجن .. فوجدت نفسي اقترب منه .. فنظر اليَّ للحظةً و من ثم رُسمت على وجهه ومضة و استمر بالعزف و نظر اليّ و فهمت انه تذكر .. ، و استمر اللحن .. و استمر قلبي بالدق و تبعته .. فنبذت القرية

1 التعليقات:

محمد رضـا يقول...

أعجبي الأسلوب السردي

كأني سافرت معك إلى التبت واختطفت حكمتين أو ثلاث

لكِ الأقاحي

وقرصي شمس وقمر واحد لا يأفل